الدراما والتاريخ

الدراما والتاريخ

طبيعة الموضوعات

ولامجال للعبط

مهما كان الأختلاف على طبيعة الموضوعات آلتي تطرحها الدراما التلفزيونية سواء كانت تاريخيه   ، أو سير ذاتية اوحياتيه  معاصره   . فمن المهم الإشارة إلى أن الدراما التلفزيونية العربية  ، وخلال السنوات الماضية , أستطاعت أن تحقق الكثير من التميز على المستوى الفني وعلى مستوى معالجه الحوادث التاريخية . ونتذكر هنا ( عمر ) و(فارس بلا جواد ) و( الحجاج ) و( صلاح الدين الايويى ) و( عمر ) و( المرابطون والأندلس ) و( الظاهر بيبرس ) و( سقوط الخلافة ) و ( الاختيار )  و(ممالك النار) 

حركة الموضوع

غير حركة ممثل لايكتفى  بدراسة مكونات الشخصية الاجتماعية والنفسية ، فإن هناك حركة موضوع متمثلة في خروج الشخصيات ودخولها في الكادر  ,  و في التفاف هذه الشخصيات حول نفسها آو حول الآخرين  , وفى التحامها مع بعضها في المعارك  ، أوحتى في  فرارها من ساحة الحرب. ثم هناك حركة الطبيعة  المتمثلة في أضواء المشاعل المتحركة والحرائق واموج البحر المتلاطمة  ,  وغبار المعارك وسحاباته الدخانية الكثيفة .

 و هناك قدرة مخرج  على الإيحاء بالزمان والمكان ،  وهذا الإيحاء لا يصنعه الاختيار الموفق للأزياء مثلا ولايخلقه نجاح الممثل في تجسيد الشخصية فقط ،   إنما القدرة على الإيحاء تعتمد بشكل كبير على نقل المشاهد من اللحظة الواقعية لكي يعيش في الأجواء آلتي يتحدث عنها المسلسل .  وخلق الأجواء يصنعه مخرج  تلفزيوني مقتدر يعلم أن هناك أهمية كبرى للتفصيلات الصغيرة 

فريق عمل

 ولاتنجح الأعمال الفنية أعتباطا إنما وراء هذا النجاح فرق عمل متخصصة تسهر الليالي للبحث في الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للفترة التاريخية التي يتحدث عنها المسلسل, وهناك فريق عمل مهمته البحث اللغوي لمعرفة كيف كان  الظاهر بيبرس  يتحدث  ؟  , وكيف كان الحجاج  ينطق الحروف ؟  وكيف كان المتنبي يلقى قصائده  ؟ .  وهناك فريق عمل ثالث مهمته تصميم أزياء تنتمى للعصر .  وهناك فريق عمل رابع مهمته البحث الضوئي  أى قياس كمية الضوء في كل مكان ستجرى فيه الأحداث ,  مع مراعاة تناسب هذه الكمية مع المكان وأيضا مع الزمان  , وهناك فريق خامس وسادس وسابع ، و كل فريق يهتم  بتفصيلة أخرى من التفاصيل الكثيرة .

وعى وأدراك

ان آي عمل تاريخي لابد أن تتوافر له بشكل عام الوان تعبر عن روح الأمكنة، ولقطات عامة تصور تحركات الناس عندما يندفعون لمساندة بطلهم  , أو عندما يضحون بأرواحهم لفداء وطنهم  , كما أن هناك لقطات قريبة تصور إنتفاضات الروح في لحظات المكاشفة  .. وكاتب السيناريو يجب أن يكون واعيا ومدركا لتنويع الأماكن التي تجرى فيها الأحداث حتى يساعد المخرج على خلق صورة مشهديه ديناميكية تلعب فيها العناصر الفنية أدوارها فى تشكيل اللقطة، ومن ثم تشكيل المشهد ومن ثم تشكيل العمل ككل

قد نختلف أحيانا على كيفية معالجة الحوادث والشخصيات التاريخية من خلال أختلاف الروْى والمصادر ، لكن من الصعب تجاهل  (الدقة  ) في نقل الوقائع ، و(الأمانة ) في نقل التفاصيل ، و( القدرة ) على  رسم  مشهدية بصرية  تتجاوز سرديات  الخطابة إلى تعبيرية  الصورة .

عماد النويرى

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s