مشاكل مستهلكة ..
وأعتداء وحشى
النهاردة يوم جميل يمثل التجربة الروائية الأولي في مسيرة نيفين شلبي السينمائية العامرة مابين الكتابة والمونتاج والإخراج والتصوير ، أضافة إلي سجل حافل بالعديد من الأعمال التسجيلية والروائية القصيرة ، ومشاركات في لجان تحكيم مختلفة ، وتكريمات من العديد من مهرجانات السينما العربية والدولية . وفِي أغلب أعمالها كان حضورها مرتبطا بإنحيازها لقضايا المرأة ومشاكلها ، في مجتمع مصاب فيه الرجل بأزدواجيه مقيتة ،وحالة فصام مرضية .
————-
في الفيلم المأخوذ قصته من مجموعة للكاتب علاء سليمان تحت عنوان (هضبة المقطم ) تتشابك خيوط ثلاث حكايات عن ثلاث زوجات كل واحدة لها مشكلتها مع زوجها وهي مشكلات تم ويتم أستهلاكها في الدراما العربية بكل أشكالها . وتحدث هذه المشكلات بسبب الزوج الخائن والزوج المتصابي والزوج المغتصب ، وعلي هامش الحكايات الثلاث هناك حكاية الحب الاول بين شاب وفتاة في مقتبل حياتهما وهما يبحثان عن الحب النقي علي امل الأرتباط القريب
—————
نيفين شلبي ودينا السقا ( المشاركة في كتابة السيناريو ) يركزان في الفيلم علي حكاية الزوجه التي تتعرض للأغتصاب من قبل زوجها ، ويسجل لهما النجاح الكبير في تصوير الاعتداء الوحشي من قبل زوج يعامل زوجته مثل البهيمة الجاهزة للركوب في اي وقت ، وإلا يكون الذبح مصيرها . وهنا أشادة لابد منها لمخرجه أصرت علي إثارة هذا الموضوع المسكوت عنه إلي حد كبير وللاسف ينتج عنه الكثير من المآسي التي لا يتحدث عنها أحد .
—————
في الفيلم لاتستعرض نيفين شلبي مهاراتها الأخراجيةحتي لا يطغي ذلك علي أهتمامها بالقضية المطروحة ، وحاولت في حدود ميزانية ( يبدو أنها كانت ضعيفة) توظيف مفردات لغتها السينمائية في حدود الممكن، ورغم الإحساس أن المخرجه كانت مقيده أحيانا بتدخلات لاترغب فيها، الا انها في النهاية تقدم لنا فيلما يستحق المشاهدة، وأيضا يستحق التقدير لما يثيرة من قضية يجب أن تأخذ حقها من الاهتمام . كما لا ننسي الإشارة الي الأداء المتمكن لكل من أحمد وفيق ، وهنا شيحة في تجسيد دوريهما بشكل لافت ومميز .
عماد النويرى
سينمائيات - عماد النويرى 