الفيلم الإستعراضى

الغناء تحت المطر

وإنقراض الفيلم الاستعراضى

كتابة عماد النويرى

في أواخر فترة الستينيات من القرن الماضي ، تزامن أختفاء اثنين من الأنواع السينمائية الرئيسية التي اقترنت بهوليوود،  وهما الأفلام الموسيقية الغنائية ،  وأفلام رعاة البقر.  ومع أن بعض هذه الأفلام يظهر بين الحين والآخر،  إلاّ أنهما فقدا مكانتهما السابقة كعنصرين أساسيين من الإنتاج السينمائي التقليدي لهوليوود.  ومن الاستثناءات الواضحة لذلك النجاح الفردي الكبير الذي حققه كلينت إيستوود كممثل وكمخرج في سلسلة أفلام رعاة البقر التي واصل تقديمها حتى أوائل فترة التسعينيات من القرن الماضي.

العصر الذهبى

بالنسبة للأفلام الموسيقية الغنائية أو الاستعراضية كانت أقل حظاً.  ويعتقد على نطاق واسع أن البرامج الاستعراضية التليفزيونية التي انتشرت شعبيتها في الولايات المتحدة في فترة الخمسينيات من القرن الماضي ، أسهمت في نهاية المطاف في القضاء على شعبية الأفلام الاستعراضية التي أنطلقت مع ميلاد الفيلم الناطق ،  وأنتشرت شعبيتها فى عصر هوليوود الذهبي في عقدي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي ,  ثم بلغت تلك الشعبية ذروتها في فترة الخمسينيات ، قبل أن تختفي تدريجياً في أواخر فترة الستينيات  ، ثم تتحول إلى أفلام خاسرة في معظمها منذ ذلك الوقت.

مكانة كبيرة

عند استعراض تاريخ الأفلام الإستعراضية في هوليوود تتضح المكانة الكبيرة التي أحتلتها هذه الأفلام منذ ظهور الفيلم الناطق ،  حتى أفول نجمها في أواخر فترة الستينيات من القرن الماضي.  وكان أول فيلم ناطق وهو فيلــم  مغني الجاز  الذي صدر في العام 1927 فيلماً استعراضياً،  حيث قدم فيه المغني آل جولسون عدداً من الاستعراضات الغنائية.

وكان أول فيلم استعراضي يفوز بجائزة الأوسكار هو فيلم (لحن برودواى ) الذي ظهر  في العام 1929.  وجمع هذا الفيلم بين عدد من نجوم الغناء والرقص في تلك الفترة ومنهم بيسي لاف وأنيتا بيج وتشارلز كنغ .  وقد أدى النجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم على شباك التذاكر إلى تقديمه في فيلم معاد هو فيلم  )  فتاتان على برودواي )  في العام  ، 1940 وإلى إنتاج ثلاثة أفلام أخرى تحمل اسم  لحن برودواي  بيـــن العــــاميــن 1936 و 1940.

ذروة النجاح

ثبّت الفيلم الاستعراضي مكانته في هوليوود في العصر الذهبى  في فترتي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي،  وكان استديو مترو – جولدوين – ماير هو أشهر أستوديوهات هوليوود في تقديم هذا النوع السينمائي الذي جند له عدداً من أشهر نجوم الغناء والرقص والمخرجين والفنيين ، وأنفق عليه بسخاء غير مسبوق.  وكان من أشهر نجومه فريد أستير  ، جين كيلي ، جودي جارلاند ، فرانك سيناترا ، ن ميلر وسيد شاريز،  وبين أبرز مخرجيه ستانلي دونين ، فنسنت مانيلي وتشارلز واترز.

وبلغت الأفلام الاستعراضية ذروة نجاحها الفني والتجاري في فترة الخمسينيات،  حيث تابع استديو مترو – جولدوين – ماير تقديم هذا اللون السينمائي الممتع بأفلام مثل  (أميركي في باريس )  (1951) للمخرج فنسنت مانيلي ،  والراقص جين كيلي والوجه الجديد الراقصة الفرنسية ليزلي كارون،  وفيلم  (غناء تحت المطر)  (1952) للمخرجين ستانلي دونين وجين كيلي الذي قام أيضاً ببطولة الفيلم مع مجموعة من مشاهير نجوم الرقص مثل سيد شاريز ودونالد أوكونر وديبي رينولدز وريتا مورينو،  وفيلم (سبع عرائس لسبعة أشقاء)  (1954) للمخرج ستانلي دونين ونجمي الغناء هوارد كيل وجين باول،  وفيلم (جيجي)  (1958) للمخرج فنسنت مانيلي ونجوم الغناء والرقص الفرنسيين ليزلي كارون وموريس شيفالييه ولوي جوردان.

ترشيح وأستطلاعات

فاز اثنان من هذه الأفلام بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم،  هما  (  أميركي في باريس )   و (   جيجي  ) ،  ورشح فيلم (سبع عرائس لسبعة أشقاء)  أيضاً للجائزة .  أما فيلم (غناء تحت المطر)  الذي يعد في نظر النقاد والمحللين السينمائيين أفضل فيلم استعراضي في تاريخ السينما،  فإنه لم يرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم،  بل رشح لجائزتي أوسكار أخريين.  ويعد عدم ترشيح هذا الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم،  بل وعدم فوزه بالجائزة،  في نظر الكثيرين،  من أكبر الهفوات في تاريخ جوائز الأوسكار.  لكن رغم تجاهل الاوسكار للغناء تحت المطر فإن الفيلم وفى أكثر من استطلاع وفى أكثر من تقييم أحتل دائما مكانة مميزة كواحد من أفضل عشرة أفلام فى تاريخ السينما  العالمية .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s