ليالى الحنة

عرض مبهر يجمع مابين السينما والمسرح

في معالجة عصرية غنية بالحركة والتمثيل والاستعراض والموسيقي ، قدمت مكتبة الاسكندرية علي المسرح الكبير، وبحضور جماهيري لافت ، العرض المسرحي الاستعراضي ( كف إيزيس ) ، فكرة واستعراضات د . أحمد يونس ومعالجة درامية وإخراج ايهاب يونس ، وأشعار عادل حراز .

————

– أسطورة إيزيس وأوزوريس وست ، والصراع بين الخير والشر ، ورحلة إيزيس لجمع أشلاء حبيبها أوزوريس ، وتحول كف إيزيس الي لون الحنه بالتدريج ، كان هو الحدث الخلفي في العرض المميز الذي قدم في مكتبة الاسكندرية ليلة أمس ، وموازيًا لهذا الحدث تعددت اللوحات الاستعراضية التي تستلهم الموروث الشعبي المرتبط بليلة الحنة ، هذا الموروث الغني بالعادات والتقاليد التي تتنوع مع تنوع المكان، وكانت فرصة ليطوف بنا العرض في محافظات مصر المختلفة ،ليقدم لنا أجمل لوحات تعبيرية راقصة تشكلت من خلال أغاني ورقصات تمس الوجدان الشعبي . ولها مكانتها في الذاكرة وتمثل في النهاية الجزء الأكبر ، في تراثنا ومورثاتنا الشعبية الأصيلة .

————

محطات التميز في العرض كثيرة واستطاع المخرج أن يوظف مهارته وخبرته في أستخدام أكثر من مدرسة أخراحية وتنقل بين الأساليب المختلفة منها الأسلوب الملحمي من خلال مخاطبة الكورس المباشرة للجمهور ، كما نجح المخرج الي حد كبير في المزج مابين السينما والمسرح . والإمساك بإيقاع العرض ككل ، مع التنقل السلس بين مايحكي ومايتحرك ، ومايسمع من أشعار وموسيقي ،وإيقاعات ، في إطار مبهر وموفق من ألوان ملابس معبرة مستوحاه بفهم من المكان والزمان . كل ذلك ساعد علي تقديم مشهديه مسرحية معبرة وجاذبة . بالطبع من الممكن أن يكون لنا بعض الملاحظات عن محدودية امكانات جهاز العرض السينمائي ، أوبعض الاختلاف في توزيع أفراد الكورس ، اوفي حركة بعض الممثلين علي خشبة المسرح ، لكنها في النهاية رؤية مخرج يضع في أعتبارة وحساباته تشكيل الفضاء المسرحي ككل .

———————-

– من المهم القول أن (كف إيزيس ) عمل مسرحي أستعراضي يرقي إلي الاعمال الفنية الكبيرة ورائها خبرة لواحد من أهم الباحثين والدارسين للفنون الشعبية في مصر ، الاستاذ في مجاله د. أحمد يونس ، وورائها أيضا خبرة ومهارة المخرج الشاب ايهاب يونس ، يعرف ما معني كلمه مسرح ، ومعه مجموعة من الطاقات الشابة التي نتمني لها كل نجاح وتوفيق ، ولا ننسي هنا جمال الكلمات التي طعم بها العرض الشاعر عادل حراز ، والشكر موصول لمكتبة الاسكندرية ، ونتمني ان تتبني وزارة الثقافة هذا العرض الذي يستحق أن يعرض في كل محافظات مصر وأن يمثلهافي كل بلدان العالم لجماله وأصالته .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s