ذكرى حليم

الفيلم الغنائى ، وذكرى حليم

كتابة عماد النويرى .

هناك ندرة شديدة في الفيلم الغنائي ،  وحتى ما ينتج من أفلام هذه النوعية إذا ما تم الإنتاج، فإنه يأتي في الأغلب عبارة عن مسخ لأفلام ظهرت من قبل ، هذا عدا بعض المحاولات التي قدمها شريف عرفة مثل ‘سمع هس’ و’يا مهلبيه يا’ إضافة إلى ‘ايس كريم في جليم’ لخيري بشارة  ، و ( مفيش غير كدة ) لخالد الحجر , وغيرها القليل .          

ندرة الفيلم الغنائي ظاهرة لا تعانيها السينما المصرية فقط، وانما كل سينمات العالم ولم تشهد السينما العالمية، ومنذ فترات طويلة، مولد أي تحفة غنائية سينمائية عدا تلك الأفلام الهندية التي لم تقصر أبدا في تقديم الغناء والرقص والضحك والبكاء في أغلب أفلامها. وتذكرنا ندرة الافلام الغنائية هذه الأيام بذكرى عبدالحليم حافظ   .  

لجنة خاصة                                                                                                     

ولد عبدالحليم حافظ في السادس من فبراير 1929، في قرية صغيرة من قرى محافظة الشرقية بمصر تسمى الحلوات ، وتخرج من معهد الموسيقى العربية عام 48 ولم يكن قد بلغ العشرين من عمره. رشح للسفر في بعثة حكومية الى الخارج ثم ألغى سفره، وسرعان ما التحق بوزارة المعارف وعين مدرسا للموسيقى في مدرسة للبنات بمدينة طنطا. وشعر مرة أخرى بالتعاسة، ولكنه قرر متحديا للظروف ان يدرس في طنطا صباحا ويذهب الى القاهرة مساء كل يوم        .

كان عبد الحليم قد تعرف أثناء دراسته بمعهد الموسيقى العربية على كمال الطويل الذى كان يطمع ان يكون مطربا، وتوطدت صداقتهما. وحرص حليم على التقدم الى الإذاعة ليكون بين مطربيها واستدعي بالفعل ليؤدي الامتحان أمام لجنة خاصة ويجاز. وبعد فشل لم يستمر طويلا ومرور ستة اشهر على ثورة يوليو أقيمت في ارض المعارض احتفالات شعبية اذيعت بالراديو، وغنى عبدالحليم في هذه الاحتفالات وحقق نجاحا كبيرا   .                                             

رواج ونجومية

ثلاثة من عمالقة الطرب تنافسوا على تقديم الفيلم الغنائي خلال فترة الخمسينات، وهم فريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ ، ومحمد فوزي، وساهم الثلاثة في رواج الغناء السينمائي، والأفلام التي قدموها ساعدت من دون شك في زيادة نجوميتهم، كما شجعت غيرهم على الخوض في تقديم هذه النوعية من الأفلام. ومن باب التذكير فإن فيلم ‘أبي فوق الشجرة’ آخر أفلام الراحل عبدالحليم مازال يوزع حتى الآن ويحقق ارباحا هائلة    .                                             

نجاح .. ومرض .

مضى عبدالحليم يصعد درجات النجاح خطوة خطوة، ولكن عقد المرض والألم حلفا جديدا معه. وأثناء تصوير فيلم ‘حكاية حب’ امام مريم فخر الدين عاوده المرض، وسافر مرة أخرى إلى لندن ثم الى باريس، واجمع الأطباء ان حالته لا تحتمل التقلبات الجوية، وكان عام 1971 هو عام النزيف من أوله إلى آخره                                                                            

وعلى رغم آلامه وقف حليم امام الكاميرا ليجسد اكثر قصص الحب رومانسية، وشاركته بطولة أفلامه جميلات الشاشة في ذلك الوقت، وفي مقدمتهن الفنانة شادية التي مثلت معه ثلاثة أفلام هي ‘لحن الوفاء’ و’دليلة’ و’معبودة الجماهير’ كما مثل مع الفنانة فاتن حمامة ‘أيامنا الحلوة’ و’موعد غرام’ ومع نادية لطفي فيلم ‘الخطايا’ و’ابي فوق الشجرة                                  ‘.

وعلى رغم الأعوام الطويلة التي مضت على رحيل الفنان عبدالحليم حافظ الا ان مكانه لا يزال شاغرا في وجداننا                                                                                           .

في 30 مارس سنة 1977 رحل عبدالحليم حافظ وترك لنا رصيدا مهما من الأفلام والأغاني الخالدة وترك لنا أيضا مجموعة نادرة من الأفلام الغنائية التي تسعدنا مشاهدتها وسماعها جيلا بعد جيل                                                                                                          .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s