
في عالم صناعة السينما ، أكثر من مهنة يقف وراءها فنانون مبدعون وعباقرة لا نراهم نحن على الشاشة الفضية ، إنهم يعملون في صمت ، ولا نري سوى نتائج أعمالهم الباهرة.
مؤثرات خاصة
من أكثر مهن صناعة السينما سعة وابتكاراً مهنة المؤثرات الخاصة التي تدخلنا إلى عالم لا يصدق . من خلال الدقة المتناهية ، وقليل من الإيحاء ، يمكننا وبكل بساطة أن نقع من ناطحات السحاب ، أو نمسك بجناح طائرة محلقة ، أو نصارع أشرس الوحوش الكاسرة وغير الكاسرة ، أو نجعل حبيبة سوبر مان تطير بين ذراعيه ، أو نجعل تلك الفتاة الجميلة تمرح على كف كينج كونك المائل، أو حتى نفجر مدناً كبيرة كباريس ، ولندن ، ونيويورك ، أو نزور كل الكواكب القريبة والبعيدة ، ونكشف أسرارها.
إنهم هؤلاء الذين يتخيلون عنا ، وينفذون مشاهد قريبة جداً من الواقع الموصوف ، حتى أن بعضهم يقنعنا بأن هذه هي الحقيقة عينها
تطوير وتبسيط
وخيال هؤلاء الفنانين لا يحده شيء ، وقد يراهنون على إبداعهم في تصوير مناظر العالم الغربية ، وحيوانات ما قبل التاريخ ، وربما ما بعده ، وساعدوا العلم في تبسيط الماضي ، وإفهام إنسان اليوم لذة العلم بعد تقريبه منه ، ولفعل كل ذلك تم الاعتماد على ماكينة الخدع السينمائية التي دأبت منذ عهد الفرنسي جورج ميليس (1861-1938) ، والذي قدم (رحلة إلى القمر- عشرون ألف فرسخ تحت الماء) ، وحتى (الحديقة الجوراسية ) عام 1993م ، وبعدها العديد من أفلام الخيال العلمى ، دأبت هذه الماكينة على تطوير إمكاناتها بهدف تحقيق اللامعقول ، وتبسيط الحقائق والأسرار العلمية
لقد كان الطريق طويلاً وصعباً وكان الفرق شاسعاً بين التصاميم التمهيدية الصغيرة والخدع السينمائية البدائية ، قبل الحرب العالمية الثانية ، والطرق الحديثة المدهشة.

موروث ضخم
إن من أسباب نجاح فيلم (الحديقة الجوراسية ) ، وتحطيمه لكل الأرقام القياسية في (شباك) التذاكر في كل البلدان التي عرض فيها ، وقبلها ( تايتنك ) وبعدها ( افاتار ) ، ليس فقط الخيال الخصب الذي يمتلكه جيمس كاميرون ، أو ذلك الذى يمتلكه ستيفن سبيلبرغ ، ولا تلك الإمكانات المادية المتوفرة ، وإنما من الأسباب الرئيسية أن هناك موروثاً ضخماً من صناعة الخدع السينمائية أستطاع سبيلبرغ وكاميرون وغيرهما أن يطوروه ويدعموه بأفكارهم السحرية ، ليقدموا في النهاية بعض أساطير العصر الحديث.
عماد النويرى
